دعا الرئيس التنفيذي للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات «غراس» د. أحمد الشطي إلى ضرورة إحياء اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات في الكويت، والاستفادة من نجاح وتجارب وفعالية اللجان العليا الوطنية للمكافحة وللوقاية من المخدرات على المستويات الخليجية والإقليمية، واعتماد استراتيجيات وسياسات وخطط عمل ذات استدامة تتشارك فيها جميع الجهات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص والأكاديمي كرد منهجي ومؤسسي وعلى مستوى وطني للتصدي لارتفاع المؤشرات الكمية والنوعية لزيادة ضحايا المخدرات والمؤثرات العقلية.
وقال الشطي وهو رئيس المؤتمر الدولي الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي تحت شعار “إدمان المخدرات بين تحديات المواجهة ومتطلبات إعادة التأهيل” في تصريح صحافي إن عدد الوفيات في دولة الكويت الناتجة عن إدمان المواد المخدرة والمؤثرات العقلية والخمور خلال السنوات الخمس الماضية بلغت 327 حالة وفاة رغم كل الجهود المبذولة.
وأضاف أن مؤتمر “إدمان المخدرات بين تحديات المواجهة ومتطلبات إعادة التأهيل”، أكد زيادة مؤشرات المخدرات من حيث الإتجار والتهريب والأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وهو ما يستوجب مراجعة وتفعيل واستحداث السياسات والإستراتيجيات وخطط العمل لمكافحة المخدرات وإدراجها ضمن خطط التنمية الوطنية.
وأشار إلى أهمية إنشاء وتعزيز وتحديث مراكز المعلومات وقواعد البيانات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والمراجعة الدورية وتحديث التشريعات والقرارات التفصيلية حسب المستجدات «قوائم المؤثرات العقلية والمخدرات، المنشطات بين الرياضيين، فحوصات ما قبل الزواج…»، واستمرارية دعم برامج التوعية والوقاية المستندة إلى الأدلة العلمية.
وشدد على ضرورة سن تشريعات جديدة تسمح بالاستفادة من الغرامات المالية المفروضة على مرتكبي جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية لدعم وتمويل حملات التوعية وبرامج الوقاية وتطوير الخدمات العلاجية، ودعم وإتاحة الخدمات العلاجية والتأهيلية بما يشمل مراجعة الأداء والتعافي في الرعاية اللاحقة ومراكز العلاج.
ودعا المؤتمر إلى بناء وتعزيز القدرات البحثية والدراسات مع الحرص على نشرها في الدوريات المحكمة، وتشجيع برامج إعادة التأهيل والدمج المجتمعي للمتعافين.
وشدد على أهمية التعاون الدولي السيبراني وملاحقة الأساليب الجديدة الرقمية وتشديد الرقابة على “الانترنت المظلم” والعملات المشفرة التي تسهل العلاقة ين المروج والمتعاطي دون الحاجة الى التعامل المباشر بينهما.
وطالب المؤتمر بإطلاق خطة عربية موحدة لخفض الطلب بالتعاون مع جامعة الدول العربية تشمل توصيفاً للآليات والمؤسسات والخبرات التراكمية الداعمة شاملة الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني.
من ناحية أخرى، أكد د. أحمد الشطي أن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي يصادف اليوم الأحد “26 يونيو من كل عام”، يحتفل به أكثر من 182 دولة في العالم بما فيها دولة الكويت.
وأوضح أن هذا اليوم يهدف إلى تبادل نتائج البحوث والبيانات القائمة على الأدلة والحلول لمواصلة الاستفادة من روح التضامن المشتركة.
وأشار إلى اختيار شعار هذا العام وهو “شارك حقائق عن المخدرات، قم بإنقاذ الأرواح”، جاء للتصدي لتحديات المخدرات القائمة والناشئة التي تؤثر على دول عديدة من خلال الأزمات الصحية والإنسانية وأهمية الدعوة لحماية حق الصحة لأكثر الفئات ضعفاً بما في ذلك الأطفال والشباب والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات وكذلك الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحصول على الأدوية الخاضعة للمراقبة.