أعلن مدير الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة في قطاع غزة بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة السبت، بعد إعلان الأمم المتحدة موافقة إسرائيل على “هدن إنسانية” للسماح بتطعيم الأطفال.
وقال عابد لوكالة فرانس برس إن فرق وزارة الصحة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية بدأت “اليوم بحملة التطعيم ضد شلل الاطفال في المنطقة الوسطى”.
وجاءت الحملة بعد أن أفاد مسؤولو الأمم المتحدة بإصابة طفل عمره 10 أشهر بشلل جزئي، وهو أول حالة موثقة من شلل الأطفال في غزة منذ 25 عاماً.
ما هو شلل الأطفال وكيف ينتشر؟
شلل الأطفال هو مرض شديد العدوى وخطير، يؤثر بشكل رئيسي على الأطفال دون سن الخامسة، ويسببه فيروس ينتشر بسهولة كبيرة من خلال ملامسة براز شخص مصاب، أو بشكل أقل شيوعاً، من خلال تناول مياه أو طعام ملوث.
غالبية المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أي أعراض، لكن بعضهم قد يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، والتهاب الحلق، وصداع، وتصلب في الرقبة، وآلام في العضلات والمعدة، وغثيان.
ويواجه واحد من كل 200 حالة عدوى مضاعفات أكثر خطورة، حيث يمكن أن يصل الفيروس إلى الدماغ والجهاز العصبي، مما يؤدي إلى شلل دائم، خاصة في الأطراف السفلية، وذلك في غضون ساعات قليلة.
كما قد يموت مابين 5 إلى 10 في المئة من المصابين بالشلل عندما تتوقف عضلات التنفس عن الحركة.
لماذا عاد شلل الأطفال إلى غزة؟
تقول المنظمات الإنسانية إن الحرب في قطاع غزة أدت إلى عودة ظهور الفيروس بسبب تعطل برامج التطعيم العادية للأطفال، والأضرار البالغة التي لحقت بأنظمة المياه والصرف الصحي، وتقول منظمة الصحة العالمية إن معدلات التطعيم في غزة والضفة الغربية المحتلة كانت مثالية قبل النزاع.
وفي عام 2022، كانت تغطية لقاح شلل الأطفال تقدر بـ 99 في المئة لجرعتين من اللقاح، بينما انخفضت هذه النسبة إلى أقل من 90 في المئة، وفقاً لأحدث البيانات.
ما هي خطة تطعيم الأطفال في غزة؟
يهدف البرنامج إلى تطعيم حوالي 640,000 طفل تحت سن العاشرة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وبدأت في وسط غزة، تزامناً مع ثلاث توقفات متتالية يومياً للقتال بين الساعة 6 صباحاً و3 عصراً بالتوقيت المحلي.
بعد ذلك، ستنتقل الحملة إلى جنوب غزة، حيث سيستمر التوقف لمدة ثلاثة أيام، يليها شمال القطاع.
يقول مسؤولو الأمم المتحدة إن الأطفال سيحتاجون إلى جرعة ثانية من اللقاح في أواخر سبتمبر/أيلول، بهدف تحقيق تغطية تصل إلى 95 في المئة من القطاع، وهي النسبة اللازمة لوقف انتقال الفيروس داخل غزة.
إذا لم يتحقق هذا الهدف، سيسمح اتفاق آخر باستمرار حملة التطعيم ليوم رابع.
ويوجد في غزة نحو 1.3 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع 2 (nOPV2)، مع 400,000 جرعة إضافية من المقرر وصولها قريباً، وستُجرى عمليات التطعيم بواسطة موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في مجال الصحة المحليين، حيث جرى تدريب أكثر من 2,000 شخص من عمال الصحة والتوعية المجتمعية على إعطاء اللقاح.
وسيكون اللقاح متاحاً في المستشفيات والمستشفيات الميدانية ومراكز الصحة الأولية، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن النقل الآمن والتبريد للقاحات يُعدان أمران مهمان لهذه الخطة.
أين يُوجد شلل الأطفال في العالم؟
انخفضت حالات فيروس شلل الأطفال بشكل كبير منذ عام 1988، عندما أُطلقت مبادرة عالمية للقضاء على هذا المرض، ولم تسجل العديد من الدول حالات شلل أطفال منذ سنوات عديدة.
ومع ذلك، لا يزال شلل الأطفال مستوطناً في بلدين هما باكستان وأفغانستان، مما يعني أنه موجود بشكل مستمر، كما شهدت أكثر من 30 دولة حول العالم تفشياً لسلالات مرتبطة بفيروس شلل الأطفال، خاصة في المناطق التي تعاني من انخفاض معدلات التطعيم.
تشمل هذه الدول تشاد، ساحل العاج، جمهورية الكونغو الديمقراطية، النيجر، نيجيريا، جنوب السودان، الجزائر، أنغولا، وإندونيسيا.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه إذا وُجدت حالة واحدة مصابة، فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بشلل الأطفال، لأن الفيروس ينتشر بسهولة بين الدول.
كيف يمكن الوقاية من شلل الأطفال؟
لا يوجد علاج لشلل الأطفال، ويمكن الوقاية منه فقط من خلال التطعيم، الذي يتطلب إعطاء اللقاحات عدة مرات لحماية الطفل مدى الحياة.
هناك نوعان رئيسيان من اللقاحات المتاحة: الأول هو لقاح فموي يُعطى على شكل قطرات، وهو فعال لأنه يحتوي على فيروس حي لكنه ضعيف، ما يمنح الجسم مناعة لمكافحة شلل الأطفال إذا واجه الفيروس مرة أخرى.
ونادراً ما يلتقط الفيروس الضعيف تغييرات جينية صغيرة أثناء تكاثره، وعندما يحدث ذلك، قد يصبح هذا الفيروس المتغير قادراً على التسبب في المرض.
أما اللقاح الآخر، فهو الأحدث ويُعطى عن طريق الحقن، ويحتوي على فيروس شلل الأطفال غير النشط.
بفضل اللقاحات، تمكن أكثر من 20 مليون شخص كانوا سيُصابون بالشلل من المشي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.