طالب مشرعون أمريكيون بتفعيل التعديل 25 من الدستور الأمريكي لتنحية الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بشكل فوري من منصبه قبل أسبوعين من انقضاء فترة ولايته.
ودعا السيناتور تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى عزل ترامب فورا قائلا “ما حدث في مبنى الكونغرس أمس كان تمردا دعا إليه ترامب، هذا الرئيس لا ينبغي أن يبقى في منصبه يوما واحدا”.
وطلب شومر من نائب الرئيس مايك بنس تفعيل التعديل 25 من الدستور الأمريكي لنقل السلطة فورا من الرئيس إلى نائبه.
وقال “إذا لم يتصرف نائب الرئيس، فينبغي على الكونغرس أن يجتمع لمساءلة ترامب وعزله”.
ولم يكن شومر هو الوحيد الذي دعا إلى عزل ترامب عقب أعمال الشغب واقتحام أنصاره مبنى الكونغرس مما أسفر عن وفاة 4 أشخاص.
فقد انضمت أصوات أخرى تدعو لعزل ترامب من بينهم مشرعون من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس المنتهية ولايته.
وكان الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ قد صدق على فوز جو بايدن بمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وعقب تصويت الكونغرس، صرح ترامب بأنه سيكون هناك انتقال منظم للسلطة في الموعد المقرر في 20 يناير/كانون الثاني.
استقالات
في هذه الأثناء، تتوالى الاستقالات في صفوف الإدارة الأمريكية احتجاجا على ما حدث في الكونغرس وتصرفات ترامب.
فقد أعلن مايك ملفاني، كبير موظفي البيت الأبيض سابقا، ومبعوث ترامب الخاص لإيرلندا الشمالية استقالته من منصبه.
كما أعلنت اثنتان من مساعدي السيدة الأولى ميلانيا ترامب استقالتهما من منصبهما وهما ستيفاني غريشام، عملت سكرتيرة صحفية للبيت الأبيض، وانا كريستينا نيثيتا التي عملت كسكرتيرة للبيت الأبيض للمناسبات الاجتماعية.
وقدمت وزيرة المواصلات في إدارة ترامب، الين تشاو استقالتها أيضا قائلة إنها ستترك منصبها يوم الاثنين المقبل.
من جانبه، قال وزير العدل السابق بيل بار، وكان أحد أقوى المقربين من ترامب إن تصرفاته التي أدت إلى اقتحام الكونغرس تعد بمثابة “خيانة للبيت الأبيض وأنصاره”.
وكان بار قد استقال الشهر الماضي احتجاجا على مزاعم ترامب المتكررة بتزوير الانتخابات الرئاسية.
ماذا حدث في مبنى الكابيتول؟
صعد المتظاهرون درجات سلم مبنى الكابيتول في حوالي الساعة 14:15 بالتوقيت المحلي، ودفعوا المتاريس والضباط الذين كانوا يرتدون معدات مكافحة الشغب لاختراق المبنى.
وكان تحركهم يستهدف الجلسة المشتركة للكونغرس التي عقدت للتصديق على فوز السيد بايدن في الانتخابات في 3 نوفمبر/تشرين الثاني. واضطر أعضاء الكونغرس إلى الاحتماء تحت مقاعدهم، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع.
واستخدم مثيرو الشغب – الذين ارتدى بعضهم دروعا واقية – مواد كيمياوية لمهاجمة الشرطة، وفقا لرئيس شرطة العاصمة روبرت كونتي.
وصرخوا ملوحين بالأعلام الموالية لترامب والولايات المتحدة، أثناء تجولهم في القاعات مطالبين بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية.
ونشر آلاف من قوات الحرس الوطني ومباحث مكتب التحقيقات الفدرالي والشرطة السرية الأمريكية لمساعدة شرطة الكابيتول في مواجهة الموقف.
وعثر على قنبلتين، إحداهما في مكاتب اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، على مقربة من مبنى الكابيتول، والأخرى في مقر اللجنة الوطنية الجمهورية القريبة.
واستمر احتلال مبنى الكابيتول لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن تؤمنه الشرطة. لكن لم يكن هناك ما يشير إلى أن المتظاهرين كانوا يستجيبون لنداء ترامب بالعودة إلى ديارهم، على الرغم من حظر التجول على مستوى المدينة الذي أعلنته رئيسة بلدية المدينة من الساعة 18:00 وحتى السادسة صباحا.
واعتقلت السلطات حتى الآن 68 شخصًا، هم 60 رجلا و8 نساء.