الرئيسية / محليات / عاصفة استنكار لتصريحات وزير خارجية لبنان و«التعاون» يطالب باعتذار رسمي

عاصفة استنكار لتصريحات وزير خارجية لبنان و«التعاون» يطالب باعتذار رسمي

كــان ينقــص «دست» العلاقات اللبنانية ـ العربية المتدهورة «باذنجانة» وزير الخارجية شربل وهبه التي ملأت الوعاء الكبير وأفاضت مما فيه عبر منبر قناة «الحرة» الأميركية، في وقت كان فيه الغيارى حيارى في كيفية معالجة إقفال بعض الأسواق العربية بوجه المنتجات اللبنانية، اثر فضيحة «الرمان المكبتغن»، ووسط هواجس امتداد الحرب الفلسطينية ـ الإسرائيلية إلى جنوب لبنان، أو بغياب حكومة قادرة على تحمل المسؤولية، في مواجهة الخطر.

وعلى الأثر، استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني وسلمته مذكرة احتجاج ضد «الإساءات» الصادرة عن وهبه.

وقالت «الخارجية السعودية» في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس): إشارة إلى التصريحات المسيئة من وزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه خلال مقابلة تلفزيونية، والتي تطاول فيها على المملكة وشعبها.

فإن وزارة الخارجية إذ تعرب عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة.

وأكدت «مجددا على أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الديبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين».

ونظرا لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين، فقد استدعت الوزارة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص.

من جانبه، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. نايف فلاح مبارك الحجرف، عن رفضه واستنكاره لما تضمنته تصريحات وزير الخارجية اللبناني، خلال مقابلة تلفزيونية وما ورد فيها من إساءات مشينة بحق دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها وكذلك الإساءة بحق المملكة العربية السعودية.

وأكد الحجرف على المواقف الثابتة والراسخة التي قامت بها دول مجلس التعاون الخليجي لدعم الشعب اللبناني الشقيق، تلك المواقف التي يشهد التاريخ لها والتي تهدف إلى سلامة لبنان ودعم استقراره وأمنه، وأن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الديبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين دول المجلس ولبنان.

وطالب الحجرف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية بتقديم اعتذار رسمي لدول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها نظير ما بدر منه من إساءات غير مقبولة على الإطلاق.

وقد أقامت تصريحات وهبه ضد الدول الخليجية، دون ان يسميها، الدنيا ولم تقعدها ما دفع رئيس الجمهورية للتبرؤ من كلامه عبر بيان لمكتب الإعلام الرئاسي، حيث أشار إلى ان ما صدر عن وهبه يعبر عن رأيه الشخصي، وان رئاسة الجمهورية تؤكد على عمق العلاقة الأخوية بين لبنان والدول الخليجية الشقيقة وحرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في جميع المجالات.

وأضاف البيان الرئاسي: ان ما أدلى به الوزير وهبه لا يعكس في أي حال من الأحوال موقف الدولة اللبنانية ورئيسها ميشال عون الحريص على رفض ما يسيء إلى الدول الشقيقة والصديقة عموما، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصا.

وتصدرت تصريحات وهبه مواقع التواصل في لبنان والعواصم العربية وأثارت استنكارا واسعا، وكان أول المنددين الرئيس المكلف سعد الحريري الذي رد على كلام الوزير وهبه بقوله: ان وزير الخارجية أضاف مأثرة جديدة إلى مآثر العهد، في تخريب العلاقات اللبنانية -العربية، ورأى ان كلامه لا يمت إلى العمل الديبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور في السياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت في أوخم العواقب على لبنان ومصالح أبنائه في البلدان العربية.

وتنصل الوزير وهبه من تصريحاته وقال في بيان: فوجئت بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامي، مؤكدا انه لم يتناول الأشقاء في دول الخليج العربي.

وعاد وناقض نفسه في بيان لاحق، حيث قال: «يهمني التأكيد، مرة جديدة أن بعض العبارات غير المناسبة، التي صدرت عني في معرض الانفعال»، مؤكدا انه لا يتردد في الاعتذار، وختم بالقول: «جل من لا يخطئ في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة».

من جهته، أكد مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان ان ما صدر عن وهبه هو كلام غير مقبول ومدان ومرفوض ومردود على قائله، والتراجع عنه فضيلة، ومن يتعرض للمملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي فإنه يتعرض بادئ ذي بدء للبنان، فكيف تبنى العلاقات بين الإخوة والأشقاء بأسلوب التجريح والقدح والتطاول.

بدوره، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اتصالا هاتفيا بالوزير وهبه مستوضحا حقيقة موقفه، ودعا الرئيس دياب إلى تجاوز ما حصل والعودة إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء.

واستنكر الرئيس فؤاد السنيورة، في تصريح، «الكلام والموقف المعيب الذي صدر عن الوزير وهبه»، وقال «ان العبارات التي تفوه بها وزير «الصدفة» تعكس مقدار الخفة لديه وعدم إلمامه بالفقه الديبلوماسي، ومدى تفشي وباء العنصرية الفكرية وداء جنون العظمة والاستعلاء والتكبر الأجوف الذي يتميز به، ومن هو على شاكلته من بعض رجال هذا العهد، والذين لا يتقنون سوى التخريب وإلحاق الضرر بالوطن والمواطنين».

وعلّق النائب نهاد المشنوق عبر تويتر بالقول «شربل وهبه وزير الغباء الخارجي، كلامه لا يمثل لبنان»، وقال سليمان فرنجية: «نحتاج رجال دولة، لكن الوضع لا يطمئن»، وبارك النائب اكرم شهيب لتكتل لبنان القوي بوزير خارجيته الفلهوي.

وقال الناشط السياسي نوفل ضو: ماذا ننتظر من وزير خارجية يختزل تاريخه الديبلوماسي بوسام «فرانسيسكو دي سيرندا» من جمهورية فنزويلا البوليفارية، منحه إياه الرئيس الراحل هوغو شافيز، ثم سأل: هل ينبت العوسج تينا؟

إلى ذلك، طالب نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني بعرض تصريحات وهبه على مجلس النواب وطرح الثقة به اذا لزم الأمر.

من ناحيته، أجرى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالا بالسفير السعودي في لبنان وليد البخاري مستنكرا الكلام المسيء وغير المسؤول الذي صدر عن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، مؤكدا رفضه وإدانته لمثل هذا الكلام الذي لا يعبّر على الإطلاق عن عمق العلاقة الأخوية التاريخية التي تجمع اللبنانيين بالخليج العربي، معربا عن التضامن مع المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا.

وعلّق النائب محمد الحجار عضو كتلة المستقبل على كلام الوزير وهبه قائلا: عادوا عبر وزير خارجيتهم إلى اختصاصهم الأول في تخريب علاقات لبنان مع كل من أراد ويريد به خيرا. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

عن فريق التحرير