رجحت دراسة حديثة، أن يكون تمدد القارات في مرحلة ما قبل التاريخ قد أدى إلى واحد من أسوأ محطات تغير المناخ على كوكب الأرض.
وبحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن الباحثين درسوا تأثير ما يعرف بـ”القوة التكتونية” وفوران البراكين على البيئة قبل نحو 56 مليون سنة.
وخلال هذه الفترة، زادت حرارة الأرض بما يتراوح بين 5 و8 درجات مئوية، فتم تسجيل ما يعرف بالحد الأقصى للحرارة الباليوسينية-الإيوسينية (PETM) الذي دام 170 ألف سنة.
وطالما أثير الجدل بين العلماء حول أسباب ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير في هذه الفترة، وسط حديث عن دور كوارث محتملة مثل ضربات نيازك.
وأدى هذا الاحترار الشديد إلى انقراض عدد من الكائنات الموجودة في أعماق البحر، كما أعيد تشكيل التطور الذي حصل على الأرض.
وشارك في هذه الدراسة باحثون مرموقون في علم الأرض من جامعات ساوثامبتون وإدنبرة وليدز في المملكة المتحدة.
وقال الباحثون إن التمدد الواسع في صفائح الجزء الشمالي من الكرة الأرضية أدى إلى خفض كبير للضغط في الدواخل العميقة للكوكب.
وعندما انخفض الضغط تحت الأرض، فإن طبقة لزجة من الأرض صارت أكثر كثافة وقوة، وهو ما أدى إلى اختراقها قشرة الأرض، فوقعت تفاعلات زادت الاحترار.
وأشار الفريق العلمي إلى إمكانية أن يكون النشاط البركاني قد أدى إلى انبعاث كبير للكربون إلى الغلاف الجوي.
وقال الأستاذ والباحثون في علم الأرض بجامعة ساوثامبتون، توم غرينون، إنه رغم الدور الكبير الذي لعبه الاحترار في هذه الفترة، إلا أن السبب الجوهري لتغير المناخ ما يزال موضع جدل وخلاف.
وأضاف أن العلماء يتفقون على أن انبعاثا كبيرا ومفاجئا لغازات الاحتباس الحراري والكربون من باطن الأرض قد أدى إلى تغير في المناخ، لكن الاحتباس الحراري لا يمكن تفسيره بتفاعلات البراكين فحسب.