أجرى علماء آثار أمريكيون دراسة معمّقة حول هرم قديم في المكسيك، يعود تاريخ موقعه الأثري إلى أكثر من 500 عام، وذلك بعد اكتشافهم تعامد الشمس مع قمته الهرمية.
توصل العلماء إلى حل اللغز خلال التحقيقات التي أجريت في موقع مدينة أيقونية تعود إلى ما قبل العصر الإسباني.
وشارك عالم الفلك الأثري آرون أورييل غونزاليس بينيتيز، في مهمة البحث عن “تيوتيهواكان”، الواقعة على بُعد 48 كلم شمال شرق “مكسيكو سيتي”، ويتوسطها “هرم القمر” العائد إلى ما قبل العصر الإسباني.
وقال لمجلة “نيوزويك” إن تاريخ بناء الهرم يسبق بعدة قرون، ظهور حضارة الأزتك المكسيكية الأكثر شهرة، حسب ما وثقت الدلائل والأبحاث، التي جرت على مر العصور، لكن لم يُكتشف سابقاً أهمية تعامده مع الشمس.
ولعبت الشمس دوراً أساسياً في النظرة العالمية لشعوب أمريكا الوسطى القديمة، لذلك ركزت الدراسات “الفلكية الأثرية” على عمارة وأبنية مدينة “تيوتيهواكان” لتقودهم الصدفة قبل أسابيع قليلة إلى ظاهرة تعامد الشمس مع قمته.
وبفضل التصميم المتقن للهرم يظهر جسر شمسي منير، يمكن اتباعه والاسترشاد به للتعمق والغوص في خبايا المدينة المليئة بالسحر التاريخي.
مميزات مذهلة للهندسة المعمارية
من هذا المنطلق، قرر الفريق البحثي إجراء دراسة فلكية أثرية، بهدف إظهار أهمية قمم المعالم الأثرية الرئيسية في “تيوتيهواكان”.
وبناءً على النتائج التي توصلوا إليها، أكد الباحثون أن القمم الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية لهرم القمر تتماشى “بشكل استثنائي” مع موقع الشمس في السماء عند شروق الشمس في بداية الصيف وغروبها في بداية الشتاء على التوالي.
فعلى سبيل المثال، خلال الانقلاب الصيفي (أطول يوم في السنة)، تشرق الشمس عند الفجر فوق بركان شيهوينغو إلى الشمال الشرقي عند مشاهدتها من أعلى هرم القمر، بينما عند الغسق تغرب خلف تل مانينال إلى الأعلى.