الرئيسية / الصحة / مشكلة تتفاقم.. ما دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بمكافحة السمنة؟

مشكلة تتفاقم.. ما دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بمكافحة السمنة؟

في العقود القليلة الماضية ارتفعت السمنة في العالم بشكل كبير جداً، فيما تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من البدانة تقريباً في السنوات العشرين الماضية، وتتفاقم المشكلة أكثر بسبب انتشارها بين الأطفال، حيث إن واحداً من كل خمسة أطفال يعاني من زيادة في الوزن.

وبحسب دراسات كثيرة أكد الأطباء أنّ السمنة تؤدي إلى الكثير من الأمراض؛ أبرزها أمراض القلب والأوعية الدموية، أو بعض أنواع السرطان، أو مرض السكري من النوع الثاني.

ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة “نيتشر” العلمية، يتوقع أن يصل عدد المصابين بمرض السكري -السمنة سبب رئيس في الإصابة به- إلى أكثر من 693 مليوناً بحلول عام 2045، ويعتبر من بين الأسباب العشرة الأولى للوفيات بين سكان العالم.

في الوقت الحالي تعمل التكنولوجيا والأبحاث الجديدة على تسهيل فقدان دهون الجسم أكثر من أي وقت مضى؛ من خلال تطوير أحدث التقنيات، وتحديد الجينات والبروتينات المسببة للسمنة.

ومؤخراً يعمل العلماء على طرق لإذابة الدهون وفقدان السعرات الحرارية بناءً على التكنولوجيا والأبحاث الجديدة.

برامج الحمية الصحية

أحد الأنظمة الجديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة السمنة يُدعى “Ai weight loss diet”، طور من قبل شركة أمريكية مختصة بأنظمة الذكاء الاصطناعي.

وبحسب ما يشرح الموقع المروّج للنظام الجديد، فإنه تنشأ معظم برامج إنقاص الوزن الحالية الشائعة لفئة ديموغرافية عامة، بدلاً من كونها مخصصة لكل شخص، بمعنى أن البرامج الحالية تكون مواصفاتها شاملة للجميع، وهو ما يجعلها معيبة؛ لأنه قد يكون من الصعب العثور على برنامج لإنقاص الوزن يناسب الشخص بذاته.

على سبيل المثال، قد لا يكون البرنامج الذي يتضمن الحاجة إلى اتباع نظام غذائي معين ممكناً إذا كان الشخص يعاني من الحساسية أو عدم تحمل بعض الأطعمة؛ إذ يختلف جسم كل شخص عن الآخر كثيراً، وعليه قد لا توفَّر العناصر الغذائية والمعادن التي يحتاجها شخصياً.

وهنا يأتي دور نظام إنقاص الوزن بالذكاء الاصطناعي من خلال نظام غذائي مخصص؛ حيث يتم اختيار الوجبات من أجل كل فرد، ثم تكيَّف وفقاً لما يفضّله من حيث الذوق والاحتياجات، كما تُعد جميع الوجبات، مع أخذ وضع الجسم في الاعتبار؛ بحيث تكون مليئة بجميع العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها لينمو.

أهم تقنيات مكافحة السمنة

كشفت دراسة جديدة نشرها موقع مجلة “sciencemag” عن أن الذكاء الاصطناعي يمكنه استخدام صور الأقمار الصناعية لتقدير مستوى السمنة في منطقةٍ ما؛ إذ يعتمد النظام على إشارات معينة، مثل توزيع المباني والأشجار، ومقدار المساحات المخصصة للجري، والملاعب الرياضية.

نزل الباحثون ما يقرب من 150 ألف صورة للأقمار الصناعية لخرائط جوجل لـ1695 منطقة في أربع مدن؛ وهي: لوس أنجلس، وكاليفورنيا، وتكساس، ومنطقة سياتل بواشنطن، بعد ذلك أدخل العلماء الصور في خوارزمية للذكاء الاصطناعي.

كشفت تلك الخوارزميات عن أنماط معينة داخل الصور، وبمقارنة الصور مع بيانات مركز مكافحة السمنة في تلك المدن اتضح للباحثين أن المدن المكتظة بالمباني والتي تخلو من مساحات خضراء بما يكفي كانت قد سجلت أعلى النسب في السمنة.

وقال الباحثون: “تشير الدراسة إلى أن تقييم معدلات السمنة في منطقة ما قد يساعد مخططي المدن على تحديد مناطق تتسم بكونها أكثر نشاطاً أو اختيار أماكن للأطعمة الصحية”.

تطبيق إلكتروني

مؤخراً طوّر ريتشارد ثالر، أستاذ الاقتصاد والعلوم السلوكية في كلية بوث بجامعة شيكاغو، تقنية جديدة تدعى “nudge theory” ومهمتها مراقبة التزام الأشخاص وتشجيعهم في تنفيذ نظام الحمية.

وبحسب ما نشر موقع “open access government”، تعتمد هذه التقنية على ما يعرف بـ”محادثات الذكاء الاصطناعي”، حيث إنه من الممكن أن تعمل التقنية كمدرب سلوكي؛ من خلال المحادثة المنتظمة مع البدناء.

قال لويد ويرك، مدير العيادة الصحية في مستشفى الأطفال في أورلاندو: “كانت الخطوة التالية الطبيعية لأنظمة الذكاء الاصطناعي هي إضافة مدرب سلوكي يسمح بتفاعلات أكثر جدية لإبقاء البدناء متحفزين وملتزمين بنظام الحمية، ويشعرون بأنهم تحت المراقبة دائماً”.

موجات فوق صوتية

في السنة الماضية اعتُمدت تقنية جديدة في إذابة الدهون تدعى “UltraShape”، خاصة بعد حصولها على موافقة إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة.

ما يميز هذه التقنية أن الموجات تعمل على تكسير جزيئات الدهون الصعبة، والتي تتطلب بذل مجهود بدني شاق في سبيل إزالتها.

ويعمل الجهاز الجديد على إذابة الدهون التي توجد في منطقة البطن خلال ثلاث جلسات بطريقة بسيطة وآمنة، وبتكلفة تبلغ نحو 1200 دولار، وليس فيها أي آثار جانبية، وفقاً لما ذكره موقع”shape”.

سترة “أيس باك”

في أولمبياد بكين في عام 2008، أثار السباح الأمريكي “مايكل فيلبس” دهشة المراقبين؛ حيث كان يتناول أكثر من 12000 سعرة حرارية يومياً وبدون أي زيادة في الوزن، وكان السر هو أن السباح يحرق السعرات الحرارية عن طريق المكوث في الماء البارد لعدة ساعات في اليوم.

بالاعتماد على هذه التكنولوجيا طور واين هايز، الأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، سترة جديدة مليئة بالثلج تسمى “أيس باك”، حيث تساعدك السترة على حرق 250 سعرة حرارية في الساعة واحدة.

عن فريق التحرير