الرئيسية / عربي وعالمي / هنية يوارى الثرى في الدوحة اليوم.. وغوتيريش: المنطقة على حافة الهاوية

هنية يوارى الثرى في الدوحة اليوم.. وغوتيريش: المنطقة على حافة الهاوية

أنهت الحرب الاسرائيلية أيامها الـ300 في وقت تقف المنطقة على حافة الحرب الموسعة، عقب امتداد نيرانها إلى طهران، حيث شاركت حشود ضخمة في مراسم تشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، غداة اغتياله في إيران بغارة اتهمت فيها إسرائيل، وكذلك إلى بيروت التي شهدت تشييع فؤاد شكر قيادي حزب الله الذي اغتالته إسرائيل.

وأمّ المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي المصلين في جنازة هنية الذي سيدفن اليوم في قطر. وتجمع حشد من المشيعين يحملون صور هنية وأعلاما فلسطينية في جامعة طهران بوسط العاصمة.

وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي الإيراني نعشي هنية وحارسه الذي قتل بالغارة أيضا، مغطيين بالعلم الفلسطيني خلال المراسم التي حضرها مسؤولون إيرانيون بارزون من بينهم الرئيس مسعود بزشكيان وقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.

وتوعد الرجل الثاني في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة خليل الحية خلال المراسم أن «يبقى شعار إسماعيل هنية (لن نعترف بإسرائيل) شعارا خالدا».

من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران محمد باقر قاليباف إن إيران «ستنفذ بالتأكيد أمر المرشد الأعلى» بالانتقام لهنية.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين لم تذكر أسماءهم، أن خامنئي أعطى خلال اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الأمر بضرب إسرائيل بشكل مباشر ردا على اغتيال هنية.

وأضاف باقر قاليباف في كلمة «من واجبنا الرد في الوقت المناسب وفي المكان المناسب».

ويثير اغتيال هنية وكذلك اغتيال شكر في بيروت، مخاوف من توسع النزاع الدائر منذ نحو عشرة أشهر في قطاع غزة. فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي بمنع تدهور الأوضاع في المنطقة. وقال ان الهجمات في الجولان المحتل من إسرائيل وجنوب بيروت وطهران تمثل تصعيدا خطيرا.

وأضاف: «دعوت باستمرار إلى أقصى قدر من ضبط النفس لكن من الواضح بشكل متزايد أن ضبط النفس وحده غير كافٍ. على المجتمع الدولي أن يعمل معا لمنع أي أعمال يمكن أن تدفع الشرق الأوسط برمته إلى حافة الهاوية».

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن المجموعات المنضوية في إطار ما يعرف بـ«محور المقاومة» تستعد لرد منسق على الضربات الإسرائيلية الأخيرة، وفق ما يرجح محللون، مع الحرص على عدم الانجرار إلى مواجهة شاملة.

وبحث مسؤولون إيرانيون مع ممثلين عن مجموعات موالية لإيران، بينها حزب الله وحماس، خلال اجتماع عقد في طهران، في سيناريوهات الرد المحتملة على إسرائيل، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الفصيل اللبناني مطلع على مضمون المباحثات.

وتعرب الأستاذة المحاضرة في جامعة كارديف البريطانية والخبيرة في شؤون حزب الله أمل سعد عن اعتقادها بأن رد إيران وحزب الله «سيكون منسقا مع بقية مكونات المقاومة».

وترى أن أولى نتائج التصعيد الأخير ستكون «تعميق التنسيق التكتيكي بين إيران وحزب الله والحوثيين وفصائل الحشد الشعبي العراقي وحركتي حماس والجهاد الإسلامي»، مضيفة «سيكون هذا هو المشهد الجديد من الآن فصاعدا».

ويرى محللون أن رد إيران وحزب الله مع حلفائهما على إسرائيل لن يكون عشوائيا خشية استدراجهم إلى حرب إقليمية حرصوا حتى اللحظة على تجنبها.

وتضيف «أعتقد أنهما سيحاولان على الأرجح تجنب الحرب وفي الوقت نفسه ردع إسرائيل بقوة» عن مواصلة شن ضربات موجهة، موضحة أنه حتى لو «تجاوزوا خطوطا حمراء» في الرد «لكبح جماح» اسرائيل، إلا أنهم «لن يصعدوا إلى درجة المواجهة الشاملة».

وفي طهران، يقول أستاذ العلوم السياسية والخبير في العلاقات الدولية أحمد زيد عبادي لفرانس برس إن «رد الفعل المتوقع سيكون أقوى» من الهجوم غير المسبوق الذي شنته طهران ضد إسرائيل في 13 أبريل، ردا على اتهام اسرائيل باستهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع الشهر ذاته.

ويرى عبادي أن «تكرار العملية السابقة لن يكون ذات مغزى كبير، لأن الصواريخ والمسيرات لم تصل إلى مناطق حساسة ولم يكن لها تأثير رادع»، مستبعدا في الوقت ذاته احتمال «حرب شاملة لا يمكن احتواؤها».

وقد حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من ان الشرق الأوسط يسير على طريق يؤدي إلى «المزيد من الصراعات والمزيد من العنف والمزيد من المعاناة والمزيد من انعدام الأمن، ولابد من كسر هذه الحلقة». واعتبر أن ذلك «يبدأ بوقف إطلاق النار الذي نعمل عليه، ومن أجل تحقيقه، يجب أولا على جميع الأطراف التحدث والتوقف عن القيام بأعمال تصعيدية».

ودعا بلينكن في تصريحات لصحافيين في منغوليا «جميع الأطراف» إلى وقف «الأعمال التصعيدية» والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكما فعل في سنغافورة، لم يعلق بلينكن بشكل مباشر على مقتل هنية، كما رفض تقديم تكهنات حول تبعات ذلك على فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة تجري مفاوضات بشأنه بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر. لكنه قال «أعتقد أن هذا ليس أمرا قابلا للتحقيق فحسب، بل يجب تحقيقه».

وتابع أنه من الضروري أن «تتخذ جميع الأطراف الخيارات الصحيحة في الأيام المقبلة، لأن هذه الخيارات ستحدث الفرق بين البقاء على مسار العنف وانعدام الأمن والمعاناة، أو الذهاب نحو شيء مختلف تماما وأفضل بكثير لجميع الأطراف المعنية».

في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إنها مستعدة لأي سيناريو وستتعامل مع أي تهديد، مضيفا «كل من يهاجمنا سيدفع الثمن».

وزعم أن حركة «حماس» ترفض أي اتفاق وتغيير في الشروط وتقديم مطالب غير منطقية، وذلك بعد اغتيال هنية في طهران.

 

عن فريق التحرير