أخيراً، عاد 4 باحثون من وكالة ناسا إلى الحياة الطبيعية بعد قضاء أكثر من عام داخل نسخة طبق الأصل من كوكب المريخ، لمعرفة ما إذا كان بإمكان البشر العيش على هذا الكوكب يوماً ما.
تشكل هذه المهمة، التي أطلق عليها إسم “CHAPEA”، الخطوة الأولى من سلسلة تضم 3 مهام مُحاكاة للمريخ في “مركز جونسون للفضاء” بمدينة هيوستن الأمريكية.
تهدف المهمات الثلاث إلى مساعدة العلماء والمهندسين المستقبليين، ومخطّطي المهام الفضائية على فهم أفضل لكيفية تأثير العيش في المريح وانعكاسها على صحة الإنسان، حسب ما نقلت صحيفة “ديلي ستار” عن الفريق العلمي.
أنشطة بحثية
خلال فترة إقامتهم، تم تكليف العلماء الأربعة بالقيام بأنشطة بحثية لاختبار مدى إمكانية عيش البشر على سطح المريخ، وتنوعت مهامهم بين الاعتناء بالمناطق المحيطة بهم، وممارسة الرياضة وزراعة المحاصيل.
وخلال تجربة المحاكاة، كان على الطاقم التعامل مع التأخير الزمني وفارق الوقت بين الأرض والمريخ، عندما يتواصلون مع من هم في الخارج.
وهذا الأمر يعني أن الموجودين داخل محاكاة “المريخ” سيتعين عليهم الانتظار لمدة 44 دقيقة للحصول على أي اتصال يجرونه مع الخارج، وفقاً لما شرحته المشاركة في هذه التجربة الرائدة الفضائية أنكا سيلاريو.
وعلقت على مشاركتها في حديث نقلته صحيفة “ديلي ستار” ، قائلة: “يمكن للفضاء أن يتحد مع البشر، ويخرج أفضل ما لدى الطرفين”، مضيفة: ” عند اتخاذ خطوة غزو المريخ تكون كل المعلومات قد أصبحت جاهزة”.
أهمية تجربة المحاكاة
صُنّف برنامج “شابيا” CHAPEA بأنه ناجح من قبل وكالة ناسا، حيث قال المدير بيل نيلسون: “تهانينا لأفراد الطاقم على إكمالهم عاماً في محاكاة لكوكب المريخ”. واعتبر أن البرنامج يشكل خطوة حاسمة لتطوير المعرفة والأدوات اللازمة للبشر للعيش والعمل على الكوكب الأحمر يوما ماً”.
وكشف أنهم خططوا منذ البداية لقضاء عام، لكنهم تخطوه وأمضوا 378 يوماً رغم العديد من التحديات التي يمكن أن تواجهها أطقم العمل على المريخ. وأعرب عن أمله لبدء التحضير من أجل مهمة CHAPEA 2، لتعزيز الأبحادث حول نجاح تجربة العيش على المريخ.
ولفت إلى أنه خلال أيام سيبدأ الجمع بين المعلومات، التي سبق وجمعها مجس “أرتميس” الفضائي على المريخ، إضافة إلى محاكاة الفريق العلمي وتجاربهم على مدار العام.