ربما يكون خبر إدراج شركة علي الغانم وأولاده للسيارات في بورصة الكويت أحد أهم الأحداث الاقتصادية لهذه السنة، حيث تنوي الشركة طرح بين 35 إلى 45% من رأسمالها، لتصبح أول شركة عائلية لوكالات السيارات تدرج في البورصات الخليجية، الخبر مهم جدا للاقتصاد والاستثمار والبورصة الكويتية وللشركات العائلية، وهذه أبرز الأسباب التي تبين أهمية هذا الإدراج:
1- إيرادات مستمرة
من الناحية الاستثمارية، هذه أول شركة لوكالات السيارات في الخليج تفتح أبوابها للاستثمار أمام المستثمرين المحليين والأجانب، وهذه شركة Cash Cow، بمعنى أن إيراداتها مستمرة ومستقرة في بيع السيارات بوكالات حصرية لديها وتقديم خدمات ما بعد البيع، لذا فإن الاستثمار فيها هو بمنزلة سند مالي يعطي أرباحا سنوية مستقرة، خصوصا في ظل التذبذب المتوقع في الأسواق مع بدء رفع أسعار الفائدة.
2 – تنويع الاستثمارات
يفتح سهم الشركة القادم للبورصة الكويتية فرصة استثمارية جديدة في قطاع جديد، فكل من يريد أن ينوع استثماراته سيضع هذا السهم في محفظته، لذا سيكون السهم في أغلب المحافظ المالية وصناديق الأسهم، خصوصا الحكومية منها، ما قد يعزز من سعره وقيمته.
3 – فريدة من نوعها
ميزة شركة علي الغانم أنها فريدة Unique، كونها لا يوجد لها بديل، ما يجعلها محط أنظار شركات وصناديق عالمية تريد أن تنوع استثماراتها في أسواق ناشئة وبفرص فريدة ومستقرة.
4 – مليئة ونظيفة
الشركة بحسب معلومات حصلت عليها «الأنباء» ليس لديها أي مشاكل مالية، بل بالعكس هي شركة مليئة، وشركة قليلة الديون وأسهمها غير مرهونة للبنوك، وميزانيتها نظيفة.
5 – معيار مرجعي
أهمية إدراج هذه الشركة أنها ستكون benchmark أو معيارا مرجعيا للمحللين والمستثمرين وشركات الإحصاء والمعلنين، عندما يريدون أن يحللوا سوق السيارات في المنطقة، حيث ستصبح أرقام الميزانية والتفاصيل المالية الأخرى وإفصاحات الشركة معيارا لكيفية قراءة هذه السوق التي تظل حتى الآن سرا لا يعرفه إلا ملاك هذا القطاع.
6 – زيادة عمق البورصة
سترفع هذه الخطوة من حجم وكفاءة وعمق البورصة الكويتية، حيث ستدخل شركات جديدة ثقيلة ونوعية فيها، مما يرفع من جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية، ويرفع الثقة بها من قبل الشركات العائلية والشركات الكبيرة، وأيضا يزيد من نوعية المستثمرين المحترفين والاستراتيجيين.
وكل ذلك سيرفع ثروة المستثمرين الحاليين في البورصة الذين سيستفيدون من الواقع الجديد. وهذا الأمر هو منفعة للاقتصاد الكويتي عموما.
وللتنويه هنا فإن بورصة الكويت أحدثت تطويرا لافتا في السنوات الأخيرة، لتصبح سوقا ناشئا معتمدا من مؤشرات عالمية وضعتها على خارطة الاستثمارات الدولية، ولديها إدارة كفؤة يقودها محمد سعود العصيمي.
7 – تشجيع الشركات العائلية
ستشجع هذه الخطوة شركات عائلية كثيرة على اتخاذ قرار الإدراج، وهنا أهمية ما تقوم به شركة علي الغانم وأولاده. هذه الخطوة ستغير طريقة تفكير الكثير من الشركات العائلية في الكويت، التي مازالت مترددة في دخول البورصة، ان كان ذلك لأسباب عائلية، حيث تريد حصر الإدارة والملكية بالعائلة فقط، أو لأسباب موضوعية متعلقة بالأزمة المالية التي سببتها بعض الشركات المدرجة في البورصة قبل عام 2008 والأثر النفسي الذي تركته في نفوس عائلات تريد البقاء خارج الأضواء وبعيدا عن مشاكل المساهمين وإرهاق الإفصاحات والإجراءات المطلوبة عند الإدراج.
وستكون شركة علي الغانم نموذجا مهما لهذه العائلات المترددة، حيث ستصنع تاريخا جديدا يكتبه اليوم علي الغانم وأولاده، وخصوصا من يقود الشركة اليوم فهد الغانم الذي يدفع بهذا الاتجاه. كما أن الشركة تريد مشاركة الكويتيين بجزء مهم من ثروتها، وهو أمر لا تقدم عليه شركات عائلية في المنطقة بسهولة.
8 – فرص بالجملة
إن أهمية التواجد في البورصة ليس الحصول على تمويل فقط كما يظن كثيرون، خصوصا في حالة الشركات العائلية. إن هذا التواجد سيمنح الشركة فرصا كثيرة لا تعلمها عندما تكون غير مدرجة.
أولا، هذا الأمر هو فعليا إشارة استمرار الشركة وولادتها من جديد، اذ يحميها الإدراج من تحديات الجيل الثالث للعائلة عندما تتشعب الملكيات ويزيد الورثة، فيصبح سهلا على الورثة التصرف بملكيتهم والتخارج من حصصهم عن طريق البورصة.
9 – توسع خارجي
في المقام الثاني تكمن الفرصة أيضا في التحول الى شركة بمعايير عالمية، حيث يساعدها ذلك في التوسع والحصول على ماركات عالمية أكثر.
فالشركات العالمية التي تملك الماركات وتمنح الوكالات تفضل العمل مع شركات مدرجة، لكي تتمكن من قراءة البيانات المالية المعلنة ومعرفة أدائها المالي ومقارنته بأداء الشركات المنافسة، لذا فالإدراج يمنح ميزة الوصول لهذه الوكالات.
كما أنه يفتح مجالا للتوسع بأسواق جديدة، فأغلب الاقتصادات تمنح الشركات المدرجة فرصة أكبر للمزايدة على مشاريع تطرحها الحكومات او للاستثمار في مشاريع ضخمة. وبحسب معلومات «الأنباء» فإن أحد أهداف إدراج شركة علي الغانم هو فتح المجال للدخول في أسواق أكثر (تتواجد الشركة حاليا في سوقي العراق ومصر عبر وكالتي «بي أم دبليو») وإمكانية الحصول على وكالات عالمية جديدة.
10- تقييم حقيقي
التقييم الحقيقي هو عامل مهم أيضا لإدراج الشركات العائلية، والسوق وحده يضع التقييم العادل للشركات. وهذا الأمر يساعد ملاك الشركة العائلية لمعرفة حجم الشركة الحقيقي، بالتالي يمكنهم التفاوض مع البنوك والدائنين والموردين والعملاء بوضوح أكبر، فهناك بعض البنوك التي ترهن أسهم الشركات العائلية بخصم عن قيمتها الحقيقية، ولن تتمكن الشركة الا بالموافقة على تقييم البنك للحصول على احتياجاتها التمويلية، بينما لو كانت الشركة مدرجة في السوق، فالكلمة الأخيرة ستكون لمتوسط سعر السهم في فترة زمنية معينة، وبالتالي يبدأ التفاوض من خلال هذا السعر.