الرئيسية / كتاب وآراء / مشعل السعيد يكتب: من يسأل الناس يحرموه ،،، وسائل الله لا يخيب

مشعل السعيد يكتب: من يسأل الناس يحرموه ،،، وسائل الله لا يخيب

 

 

 

سؤالك الله تعالی لیس كمثل سؤالك الناس لأن الناس أجناس، فربما أهنت نفسك عندما تكون حاجتك عند لئيم فيردك ردا قبيحا، أما الله الخالق فمن يسأله بنية صادقة أعطاه ما سأل، وحقق له ما يريد، وفي ذلك يقول سالم بن عمرو المعروف بسلم الخاسر:

إذا أذن الله في حاجة

أتاك النجاح على رسله

فلا تسأل الناس من فضلهم

ولكن سل الله من فضله

أما البيت الأول فيقوله الشاعر الجاهلي عبيد بن الأبرص الأسدي الذي يبدو من معنى بيته أنه كان موحدا لأنه يقول بعد ذلك:

الله ليس له شريك

علام ما أخفت القلوب

وكل ذي غيبة يؤوب

وغائب الموت لا يؤوب

بالله يدرك كل خير

والقول في بعضه تلغيب

وقد تبين لنا بما لا يدع مجالا للشك أن شاعرنا من الموحدين ولم يكن مشركا، وهذه الأبيات من قصيدة مشهورة عدها ابن قتيبة أجود شعره واحدی المعلقات السبع ويعد هذا الشاعر من قدماء شعراء الجاهلية وقد ترجم له الأصفهاني وابن سلام وابن قتيبة وقد اتفقوا على أنه عبيد بن الأبرص بن جشم بن عامر بن مالك بن الحارث بن ثعلبة الأسدي، ويكنى أبا زياد، ولقدمه لم يعرف أحد تاريخ ميلاده، وقد عاش عمرا طويلا وكان فارسا شجاعا وشاعرا مفلقا وسيدا من سادات العرب وهو شاعر أسد بلا مدافع، وتميز برجاحة العقل وحصافة الرأي وبعد النظر والخبرة والدراية وسرعة البديهة، وكان يحض في شعره على حميد الخصال والشيم، ومن شعره السائر المشهور:

طاف الخيال علينا ليلة الوادي

من أم عمرو ولم يلمم لميعاد

إني اهتديت لركب طال سيرهم

في سبسب بين دكداك وأعقاد

يكلفون سراها كل يعملة

مثل المهاة إذا ما احتثها الحادي

أبلغ أبا كرب عني واخوته

قولا سيذهب غورا بعد إنجاد

لأعرفنك بعد الموت تندبني

وفي حياتي ما زودتني زادي

فالخير يبقى وإن طال الزمان به

والشر أخبث ما أوعيت من زاد

يا عمرو ما طلعت شمس ولا غربت

إلا تقرب آجال لميعاد

يا عمرو ما راح من قوم ولا ابتكروا

إلا وللموت في آثارهم حادي

وكانت نهاية هذا الشاعر القتل بأمر الملك المنذر بن ماء السماء لدخوله الحيرة يوم بؤسه وهذه رواية الشرقي بن القطامي وقصة مقتله مذكورة في كتاب الأغاني بتمامها. وأكتفي بما ذكرت.

عن فريق التحرير