أهمية الزيارات
وقد أكد أهمية الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين لما لها من أثر في إعطاء زخم قوي ومتجدد للعلاقات الثنائية بما يمهد الطريق لمزيد من التقارب الإيجابي ضمن كافة المسارات السياسية والاقتصادية والمعرفية، ويحفّز على اكتشاف قنوات فعالة لمضافرة الجهود الرامية إلى تحقيق الخير والرفاه للشعبين وخدمة تطلعاتهما، وكذلك تطلعات جميع شعوب المنطقة لمستقبل يعمه الاستقرار والرخاء والازدهار.
وبحث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع رجب طيب أردوغان مستقبل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في كافة المجالات، والكيفية التي يمكن من خلالها الوصول إلى مستويات أعلى من التنسيق والتعاون البناء لاسيما على الصعيد الاقتصادي والتنموي، فضلاً عن تضمين القطاع الخاص وتشجيعه على اكتشاف مزيد من فرص التعاون خاصة في القطاعات الحيوية التي تضمنتها الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الموقعة بين الجانبين وتغطي مجالات الاستثمار والصحة والزراعة والنقل والصناعات والتقنيات المتقدمة والمناخ والثقافة والشباب وغيرها.
مرحلة جديدة
وأعرب الشيخ محمد بن راشد عن تطلع دولة الإمارات إلى بدء مرحلة جديدة من التعاون القائم على مراعاة المصالح المشتركة للشعبين، والساعي إلى إيجاد البدائل اللازمة لمعاونة الدولتين على تحقيق أعلى مستويات الرفاه والرخاء والتقدم لشعبيهما، وذلك التزاماً بنهج الانفتاح والرغبة في توثيق جسور الشراكة الاستراتيجية مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، وبما تفرضه الظروف العالمية الراهنة وما تتطلبه المرحلة المقبلة من زيادة حجم التعاون، سعياً للوصول إلى مستقبل خال من التحديات وحافل بالفرص للجميع.
كما أكد الشيخ محمد بن راشد “تقدير دولة الإمارات للدور المحوري الذي تضطلع به جمهورية تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان على الصعيدين الإقليمي والدولي، منوهاً أن التعاون الإماراتي التركي من شأنه المساهمة بصورة إيجابية ومؤثرة في ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو الأمر الذي يعد مطلباً رئيسياً للتنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات ومنح مجتمعات الأعمال والمستثمرين الثقة اللازمة لتوسيع نطاق أعمالهم ما يعود بالنفع على اقتصاد المنطقة بصورة عامة، ويعين على سرعة تخطي التحديات الكبيرة التي واجهها خاصة خلال العامين الماضيين، ويؤهل لمرحلة جديدة من النمو والازدهار”.
الاهتمام المشترك
وتناول اللقاء مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والعالمية، وأهم الموضوعات محل الاهتمام المشترك، حيث أكد الجانبان توافق وجهات النظر حول أهمية إيجاد البدائل السلمية الكفيلة بتعزيز أمن واستقرار المنطقة، ونشر أسباب السلام والتعاون في أرجائها.
كما تطرق النقاش إلى الطموحات المأمولة لمستقبل التعاون الإماراتي التركي في ضوء اتفاق الرؤى ووجهات النظر حول أهمية اكتشاف مسارات جديدة يمكن من خلالها زيادة الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الدولتان، خاصة في ناحية الكوادر البشرية والطاقات المبدعة والمهارات المهنية المتخصصة، كذلك التوسع في التعاون التقني والفني والأكاديمي عبر تشجيع تبادل الخبرات والتجارب التطويرية الناجحة بين الجانبين، خاصة في مجالات والتكنولوجيا والابتكار ومشاريع الفضاء والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات التي تشكل ركائز صنع المستقبل.
حسن الاستقبال
من جانبه، أعرب رجب طيب أردوغان عن بالغ امتنانه لما وجده من حفاوة وحسن استقبال وكرم الضيافة في دولة الإمارات، مؤكداً اعتزازه بهذه الزيارة وأمله أن تشكل نقطة انطلاق جديدة للعلاقات الثنائية وبما يخدم مصالح الدولتين ويرقى إلى مستوى طموحات الشعبين في شتى المجالات التنموية، لافتاً إلى أهمية العمل المشترك من أجل إفساح المجال أمام الأفكار والمبادرات والبرامج التي من شأنها تحقيق تقدم نوعي في مضمار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
كما أكد الرئيس التركي “اعتزازه بمشاركة بلاده في معرض إكسبو 2020 دبي، الذي أثنى على مستوى تنظيمه الرفيع، منوهاً بقيمة الحدث العالمي الضخم والفرص التي يؤهل لها من خلال استضافته في دولة الإمارات للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وما يخدم في تحقيقه من مزيد التقارب والتفاعل الإيجابي بين شعوب المنطقة والعالم، ومزيد من الانفتاح الواعي بين الثقافات من أجل تعزيز التواصل الإنساني للتأسيس لمستقبل أفضل للبشرية جمعاء بما يقدمه من أفكار وما يطرحه من ابتكارات تعين على مواجهة التحديات المشتركة العابرة للحدود سواء الراهنة منها أو المستقبلية”.
وعقب اللقاء، أقام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مأدبة غداء تكريماً لضيف البلاد الكبير والوفد المرافق له.