الرئيسية / عربي وعالمي / بمساعدة إيران وفاغنر.. تقرير أمريكي يكشف تجنيد روسيا “قوات أفغانية خاصة”

بمساعدة إيران وفاغنر.. تقرير أمريكي يكشف تجنيد روسيا “قوات أفغانية خاصة”

كشف تقرير أمريكي أن روسيا تسعى لتجنيد القوات الخاصة الأفغانية (الكوماندوز) الذين تركتهم واشنطن خلال انسحابها من البلاد في أغسطس (آب) من العام الماضي.

إيران وفاغنر تقودان حملة تجنيد الجنود الأفغان

وأفاد تقرير لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، أن الجيش الروسي بدأ في تجنيد قوات أفغانية خاصة، لتعزيز قواته في الحرب التي شنتها موسكو على أوكرانيا منذ فبراير (شباط)، في الوقت الذي يتطلع فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تجديد قواته وإمداداته، في الصراع الذي طال أمده.

وقال التقرير نقلاً عن مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن عدة مصادر عسكرية وأمنية أفغانية، كشفت أن “عدداً من قوات الكوماندوز في الجيش الوطني الأفغاني، التي قاتلت إلى جانب القوات الأمريكية منذ ما يقرب من عقدين، بدأوا في الانضمام إلى القوات الروسية بأوكرانيا”.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية لشبكة “فوكس نيوز”: إن “البنتاغون اطلع على التقارير وأن المسؤولين “سيراقبون” الموقف، لكن ليس لديهم ما يقولونه بشأن هذه المسألة حالياً”.

ومن جهتها، لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب “فوكس نيوز” للتعليق.

وأفاد التقرير أن القوة المكونة من 20 ألفاً إلى 30 ألفاً من الكوماندوز المتطوعين واجهوا الاضطهاد في بلادهم بعد مغادرة الولايات المتحدة مع سيطرة طالبان على البلاد، حيث تم إجلاء بضع مئات من كبار المسؤولين خلال الانسحاب، تاركين الآلاف من الجنود لمحاولة الهروب إلى الدول المجاورة أو الاختباء لتجنب الأسر والإعدام.

وأدى الإجلاء المتسرع إلى ترك القوات والمعدات بعد انهيار الحكومة الأفغانية وسيطرة طالبان السريعة على السلطة. وهذا يعني أن الجنود الأفغان، الذين قاتلوا إلى جانب الأمريكيين وتدربوا على أيديهم، قد تُركوا في الدولة المضطربة حتى الآن.

وقال مسؤول أمني أفغاني كبير سابق، طلب عدم ذكر اسمه، إن اندماج تلك القوات الأفغانية في الجيش الروسي بأوكرانيا سيكون “تغييراً لقواعد اللعبة”.

مجموعة فاغنر
ولجأ الكرملين لاستخدام مجموعة فاغنر، إضافة لإطلاق سراح السجناء بهدف القتال في أوكرانيا، وفق التقرير.

وأفاد مسؤول سابق، وهو ضابط كوماندوز أفغاني، أنه يعتقد أن منظمة مجموعة فاغنر الروسية كانت وراء حملة التجنيد.

وقال: إن “الذين يتولون التجنيد هم مجموعة فاغنر، وهذا ليس افتراضاً، هي حقيقة معروفة، ومن الأفضل أن يستخدم الحلفاء الغربيون تلك القوات الأفغانية للقتال إلى جانب الأوكرانيين”.

وأضاف: “الأفغان لا يريدون القتال من أجل الروس، الروس هم العدو”.

وذكر بعض قادة الكوماندوز الأفغان أنه تم الاتصال بهم عبر واتساب وتطبيق المراسلة Signal، وتلقوا عروضاً للقتال من أجل روسيا.

دور إيراني
كما تحدث البعض عن دور إيراني في عمليات التجنيد الروسية للقوات الخاصة الأفغانية أيضاً.

وقالت ضابطة الاستخبارات الأمريكية السابقة ريبيكا كوفلر لـ “فوكس نيوز”،  أن “الوضع قد يكون أكثر تعقيداً، حيث تشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن إيران ربما تساعد روسيا في تجنيدها”، وقالت “المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن الروس، بمساعدة إيران، يقومون بتجنيد جنود ولاجئين أفغان، بمن فيهم أولئك الذين دربتهم القوات الأمريكية، للقتال نيابة عن روسيا في أوكرانيا”.

وأوضحت أنه “في أعقاب الانسحاب الأمريكي المتسرع والفوضوي من أفغانستان مع سيطرة طالبان على كابول، اضطر الآلاف من أفراد الأمن والمترجمين وموظفي الدعم الأفغان إلى الفرار، حيث أصبحوا لاجئين في البلدان المجاورة”، مشيرة إلى أن “الروس ينتهزون هذه الفرصة لسد الثغرات في متطلباتهم التي لا تستطيع جهود التعبئة الخاصة بهم سدها”.

وواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات متكررة لسحب قواته المتسرع من أفغانستان بعد سنوات من القتال في البلاد .

أهداف سهلة
ولا يزال العديد من قوات الكوماندوز الأفغانية عاطلون عن العمل ويائسون، مما يجعلهم أهدافاً سهلة للتجنيد في أوكرانيا لصالح الجيش الروسي.

ومن جهته، قال كبير المحلبين في مؤسسات الدفاع عن الديمقراطيات بيل روجيو، لشبكة “فوكس نيوز” إن التقرير يقدم “واحدة من النتائج غير المتوقعة لقرار الرئيس بايدن المتهور والكارثي بالانسحاب السريع من أفغانستان”، محذراً من التأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه على الحرب في أوكرانيا.

وأضاف روجيو: “لقد تُرك عشرات الآلاف من الكوماندوز في أفغانستان لتدبر أمورهم بأنفسهم، والكثير منهم بلا عمل وتطاردهم حركة طالبان”، لافتاً إلى أنهم “أهدافاً سهلة للروس”، في حال كانوا عى استعداد للقتال من أجل الروس”.

وتابع قائلاً: “إذا تمكن الروس من تجنيد الكوماندوز بأعداد كبيرة، فيمكن أن يكون لهم تأثير على ساحة المعركة في أوكرانيا”.

عن فريق التحرير