استمرت أصداء انهيار إمبراطورية سام بنكمان فرايد في الانتشار عبر الأسواق المالية، مما يهدد مستقبل مقرضي العملات المشفرة مثل «بلوكفاي» و«فوييجر». وأوقفت «بلوكفاي»، التي قالت في تدوينة الاثنين إنها «تعرضت بشكل كبير لـFTX والكيانات ذات الصلة بالشركة»، عمليات السحب الأسبوع الماضي بسبب عدم اليقين بشأن FTX. وأفادت «وول ستريت جورنال» في تقرير، بأن الشركة تفكر في رفع دعوى إفلاس. واضطر مقرض العملات المشفرة المفلس فوييجر إلى محاولة العثور على مشتر بديل لأصوله بعد أن خلُص إلى أن FTX لن تغلق صفقة مخطط لها بقيمة 1.4 مليار دولار لشراء الشركة، وفقاً لما ذكرته «بلومبيرغ»، واطلعت عليه «العربية.نت». صدمة واستياء وقال محامي الإفلاس الرئيسي في «فوييجر»، جوشوا سوسبرغ، خلال جلسة المحكمة أمس «لا أعتقد أننا رأينا نهاية العدوى أو الخوف الذي ينتشر في السوق». وأضاف «لقد شعرنا بالصدمة والاستياء والفزع… لن تكون هناك صفقة مع FTX، أعتقد أن هذا واضح تماماً». كما أن لصندوق التحوط المشفر Galois Capital، ما يقرب من 40 مليون دولار إلى 50 مليون دولار من التعرض لـ FTX. واحتاجت شركة الوساطة Genesis إلى ضخ 140 مليون دولار من شركتها الأم بعد أن كشفت عن 175 مليون دولار من الأموال المغلقة في حساب تداول FTX. بينما قال الرئيس التنفيذي لشركة Hive Blockchain Technologies، فرانك هولمز، إن انخفاض أسعار العملات المشفرة يضغط أيضاً على معدّني العملات المشفرة ذوي الاستدانة المفرطة وصناديق التحوط التي أقرضت الأموال للقطاع. يأتي ذلك، بعدما انخفض سعر «بيتكوين» في الأيام الأخيرة إلى أقل من 17000 دولار، من أكثر من 20 ألف دولار في بداية الشهر. وأضاف هولمز «لايزال هناك المزيد من حالات الإفلاس في المستقبل». وكل هذه المشاكل دفعت المتشككين في العملات المشفرة منذ فترة طويلة إلى تكرار تحذيراتهم. «احتيال وخداع» من جانبه، وصف نائب رئيس شركة بيركشاير هاثاواي، تشارلي مونغر ما يحدث حالياً بالاحتيال والخداع، قائلاً «هذا مزيج سيئ… لا أحب الغش أو الخداع، وقد يكون الأخير أكثر شدة من الاحتيال». ولم تكن جميع شركات الأصول الرقمية سيئة الحظ، حيث خفضت شبكة “سيليزيوس” Celsius، مقرض العملات المشفرة المفلس بالفعل بسبب مزاعم سوء الإدارة، تعرضها لـFTX بنسبة 99% قبل انهيار المجموعة. وقال كبير مسؤولي إعادة الهيكلة، كريس فيرارو، في جلسة استماع لمحكمة الإفلاس أمس، إن «سيليزيوس» كان لديها تعرض مع FTX بقيمة 3.6 مليارات دولار في يناير، فيما يقترب هذا الرقم الآن من 13 مليون دولار، بعد جهود كبيرة للابتعاد عن منصات التشفير التابعة لجهات خارجية. من جهته، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لـ «باينانس»، تشانغ بينغ تشاو، إن العملات المشفرة ليست بحاجة إلى منقذ، والعملات المشفرة ستكون بخير، مضيفاً «أنا لست منقذاً». مؤسس «باينانس» أوضح في مقابلة مع «العربية»، أمس على هامش ملتقى أبوظبي للعملات المشفرة ضمن منتدى أسبوع أبوظبي المالي، أن «باينانس» أحد اللاعبين في الصناعة «كتبت تغريدة أننا سنبيع بعض عملات FTT بغرض الشفافية، ونقوم بعدد من الإجراءات لحماية مستخدمينا، ونحن من المشاركين في الصناعة، والعملات المشفرة غير مركزية إلى حد كبير، وبتكوين وBME أو إيثيريوم لن تختفي، وستواصل النمو». ولفت تشانغ بينغ تشاو، إلى أن العملات المشفرة ستشهد تقلبات قصيرة الأمد، ولكن بالنظر إلى ما يحدث في القطاع، فإن هذه العملات أظهرت مرونة كبيرة، وباعتقادي أن صناعة العملات المشفرة ستكون بخير. وقال الرئيس التنفيذي إن أولوية «باينانس» خلال للفترة المقبلة هي التركيز على إثبات الاحتياطات لديها، وتسهيل تأكد العملاء من وجود أموالهم، وهذه أسهل طريقة لضمان تفادي ما حصل لشركة FTX. وتابع تشانغ بينغ تشاو «أعتقد أن FTX قامت بتحويل أصول العملاء إلى استثمارات أخرى، وبالتالي تمت إدارة FTX، وكأنها صندوق تحوط بدلاً من منصة تداول، أما نحن فمنصة تداول وليس لدينا صندوق تحوط وبالنسبة لنا أسهل طريقة لتفادي ما حصل لـ FTX هو بالاحتفاظ بالعملات المشفرة للعملاء على حالها وعدم استخدامها». وأضاف «لا يوجد سحر، ودخل باينانس يعتمد على عمولات صغيرة تفرضها على التداولات وتحقق أرباحاً وبالتالي عملياتها مستدامة». وفيما يتعلق بعملات FTT قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة باينانس «بعنا جزءاً صغيراً منها ولا يزال لدينا الجزء الأكبر وحالياً لا خطط لبيع المزيد».