أشاد السفير الإيراني لدى البلاد محمد إيراني بالعلاقات الودية والأخوية التي تجمع بلاده مع الكويت التي وصفها بالجارة والصديقة والتي تستعيد مسارها الطبيعي من جديد وبالتدريج بعد فترة الجائحة الصعبة.
وأشار إيراني في كلمته التي ألقاها خلال الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران بحضور مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير سميح جوهر حيات، إلى ان قادة البلدين يؤكدان على تعزيز العلاقات الثنائية والتي تشهد اليوم إقامة اللجان المشتركة في المواضيع القنصلية والقانونية وخفر السواحل ومكافحة المخدرات، وقد حققت تقدما جيدا، موضحا ان أكثر من 80 ألفا من أبناء الشعب الكويتي قد زاروا إيران العام الماضي عبر رحلات جوية مباشرة.
وهنأ إيراني صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد والكويت حكومة وشعبا بمناسبة الأعياد الوطنية وذكرى الاستقلال والتحرير والتي تتزامن مع الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإسلامية وكذلك للمواطنين الإيرانيين المقيمين في الكويت، مكرما الضحايا الأبرار لكارثة الزلزال في تركيا وسورية، معبرا عن التضامن والمواساة لأسر الضحايا، سائلا العلي القدير ان يلهمهم الصبر والسلوان.
وبالعودة إلى المناسبة، قال «قبل أربعة وأربعين عاما ، انتصرت في إيران إحدى أهم الثورات الشعبية في القرن العشرين، الثورة التي نجحت بفضل دعم الشعب وحضوره في المجالات الاجتماعية والسياسية للبلاد وبقيادة الإمام الخميني الراحل، إقصاء النظام المستبد والتابع للأجنبي من الساحة السياسية الإيرانية». وأضاف: «أكثر من أربعة عقود والإيرانيون يساهمون في تقرير مصيرهم السياسي والاجتماعي وبدور أساسي من خلال آليات ديموقراطية، وأن إيران تملك إحدى أقدم الحضارات البشرية طوال التاريخ وبنظام حكم راق»، لافتا إلى ان الشعب والنظام الإيراني خلال العقود الأربعة الماضية وعلى الرغم من العراقيل التي أوجدها الأعداء ومن ضمنها الحرب المفروضة لـ 8 سنوات وأنواع العقوبات والإرهاب الاقتصادي والحصار والحد الأقصى من الضغوط، قد حقق العديد من المنجزات العلمية والتقنية والاقتصادية التي تبلورت في مجال تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المحاصيل الزراعية والمنتجات الصناعية والعلاج والطب وتقنية النانو والطاقة النووية السلمية وعشرات المنجزات الأخرى.
وتابع ان الإحصائيات والأرقام الصادرة عن المؤسسات الدولية المعتبرة تبرهن هذا التقدم والتطور الإيراني بجوانبه المتعددة، لافتا إلى ان هذه الإنجازات تحققت بفضل وتحت ظل الاستقلال والحرية وزيادة الوعي الشعبي والمشاركة السياسية والتآلف والاتحاد.
المرأة الإيرانية
ولفت إلى ان المرأة الإيرانية كان لها تأثير كبير في مجريات الثورة الإسلامية، إذ إن حضورها كان ولايزال فاعلا جدا في المجالات السياسية والاجتماعيــة والــعلمية والرياضية والفنية المختلفة، حيث تشكل المرأة حاليا 55% من طلاب الجامعات و40% من الأطباء و33% من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الإيرانية، وفي البرلمان وفي مجالس بلديات القرى والمدن وسفارات الجمهورية الإسلامية في خارج البلاد هناك أعداد غفيرة من النساء يمارسن فعاليتهن، وكذلك وفي المجال الرياضي حصلت المرأة الإيرانية على الآلاف من الميداليات الوطنية والدولية، ونالت العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية الفنية والسينمائية.
الاتفاق النووي
وأكد ان نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائم على مبادئ وقيم ثورته وينادي ويدافع عن السلام والعدالة واحترام سيادة الدول ويناهض التفرقة العنصرية والعدوان ويطالب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى على المستوى الدولي، كما ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بالتعاون مع النظام الدولي، والتوقيع على «الاتفاق النووي» مع السداسية الدولية في عام 2015 يعتبر أحد أهم نماذج التعامل الإيجابي الإيراني مع النظام الدولي، مؤكدا على ان الحفاظ على هذا الاتفاق هو ضرورة ملحة لتوفير أمن ومصالح المجتمع الدولي وضمان ديمومة الالتزامات الدولية.
وأضاف ان ايران لاتزال تؤكد على تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل وأن إيران ليست الدولة التي خرجت من هذا الاتفاق، وكلنا يعلم أن الولايات المتحدة الأميركية ورئيس جمهوريتها آنذاك قد ألغى في عام 2018 كل التزاماته ولم ينسحب من هذا الاتفاق الدولي فحسب بل فرض من جديد عقوبات متعددة ضد الشعب الإيراني، مشددا على ان إيران تطلب التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق وإلغاء كل العقوبات التي تم فرضها بعد انسحاب ترامب.
دقيقة حداد على ضحايا الزلزال
قال السفير الإيراني لدى البلاد محمد إيراني: آلمتنا كثيرا كوارث الزلازل التي شهدتها منطقتنا مؤخرا في تركيا وسورية وإيران، داعيا الحضور للوقوف دقيقة صمت أو نقرأ الفاتحة على أرواحهم الطيبة.