انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي خبراَ عن جماعة الخط الأخضر نقلا عن صحيفة USA Today بأن غبار الكويت سام ومسرطن بإحتوائه على 37 عنصر ساماً يسبب السرطان والزهايمر وتلف الكبد والجهاز العصبي، وتود الهيئة العامة للبيئة توضيح بعض الحقائق للجمهور الكريم وهي كالتالي:
1- صحيفة USA Today ليست دورية علمية يعتد بها إنما هي منصة إخبارية لا تعتبر مصدراً علمياً فالمصادر العلمية تكون محكّمة من الأقران وتنشر بعد تنقيح عميق من خبراء معتمدين وبمنهجية واضحة المعالم.
2- لم توضح جماعة الخط الاخضر السنة التي اجريت بها هذه الدراسة ومنهجية جمع العينات ومنهجية تحليل عينات الغبار ومواقع جمعها
3- لم تبين جماعة الخط الاخضر رقم العدد لصحيفة USA Today الذي نشر هذه الدراسة حتى نتمكن من الاطلاع على المعلومات الواردة بها.
4- من خلال قراءة ما بين السطور في فقرة “معايير التعرض” في خبر الخط الأخضر نقلاً عن صحيفة USA Today نقرأ أن الكابتن “مارك لايلز قام بقياس الغبار المستقر الذي يستنشقه الجنود خلال عاصفة رملية……” و هذه العبارة قد تعني أن مارك لايلز قد قام بجمع عينات من الغبار المستقر”Settled or Settling Dust” أي الغبار المترسب على الأرض (dust fall) خلال وبعد العاصفة الرملية، وبالتالي فهو قد قام بقياس تركيز العناصر المعدنية ال 37 في هذا الغبار المستقر/المترسب وليس فقط في جسيمات وذرات الغبار الدقيقة المعلقة بالهواء والقابلة للاستنشاق. من المعروف أن الغبار المستقر الذي يتساقط على الأرض (Dust fall) يتكون عادة بشكل رئيسي من جسيمات وذرات الغبار الثقيلة وكبيرة الحجم (أكبر من 50 ميكرون) وتترسب من الهواء بسرعة بسبب ثقلها وأنه يتم تصفيتها و ترشيحها و التخلص منها في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي الأنف و البلعوم. علماً أنه لايوجد معايير وطنية أو عالمية للتعرض للمعادن النزرة في الغبار المستقر/المترسب (Settled Dust/Dust fall).
5- من خلال قراءة ما بين السطور تحت العنوان العريض “السموم الموجودة في غبار الكويت” في خبر الخط الأخضر نقلاً عن صحيفة USA Today نقرأ “أوضح لايلز أن من بين العناصر ال 37 التي تم اكتشافها في غبار صحراء الكويت العناصر التالية:………الألمنيوم : بواقع 7,521 جزيء في المليون والتي تسبب …. ولها علاقة بمرض الزهايمر و أمراض….”. يجدر التنويه على سبيل المثال و ليس العصر إلى أن هذا التركيز من عنصر الألمنيوم (Aluminum, Al) بهذه الواحدة (جزء في المليون parts per million, ppm = mg/kg) في غبار صحراء دولة الكويت هو موجود بشكل طبيعي في التربة وقشرة الأرض حيث تشير المراجع العلمية أن تركيز عنصر الألمنيوم في التربة يتراوح بين 10,000 الى 300,000 جزء في المليون ( parts per million, ppm = mg/kg)- (مرفق دراسة وكالة حماية البيئة الأمريكية عن الألمنيوم في التربة 2003).
6- إن الدراسات السببية ليست بسيطة في علم الوبائيات والصحة العامة، فإثبات علاقة سببية بين عامل بيئي والسرطان يجب أن تكون هناك دراسات طويلة الأمد على المستوى الشخصي لمرضى السرطان والمجتمع تمتد لسنوات طويلة بحيث يتم الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل الأخرى المرتبطة بالسرطان والعامل البيئي. لم نصل إلى هذا النوع من الدراسات بين غبار الكويت والسرطان.
7- الغبار عامل ملوث وله اعراض وتأثيرات على صحة الإنسان لا يمكن إغفالها وتتطلب أخذ الحيطة والحذر من الفئات المعرضة للخطر (امراض الربو، الاطفال، كبار السن، العاملين في الجو الخارجي، وغيرهم)
8- إن وحدات القياس الخاصة بتراكيز المعادن النزرة المنشورة في خبر جماعة الخط الأخضر والمأخوذة عن صحيفة USA Today هي بواحدة الجزء في المليون (parts per million, ppm) وهي خلاف الوحدات المتعارف بها علمياً لقياس تركيز المعادن النزرة في ذرات وجسيمات الغبار الدقيقة والمعلقة في الهواء والقابلة للاستنشاق (Respirable Suspended Particulate Matter, PM10 & PM2.5) من خلال جمع عينات من الهواء والتي تكون واحدتها عادة ( ميكرو جرام في المتر المكعب µg/m3).
9- إن أحدث دراسة لظاهرة الغبار بدولة الكريت وتحليل محتواه من المعادن النزرة و مصادرها كانت قد اجريت من قبل كلية هارفرد للصحة العامة وكان الباحث الرئيسي الدكتور / براك الاحمد من دولة الكويت، حيث تم جمع عدد 2339 عينة من الغبار و الجسيمات الدقيقة القابلة للاستنشاق (PM10 و PM2.5) من هواء مدينة الكويت ومنطقة علي صباح السالم (ام الهيمان) خلال عامي 2017 الى 2019 وتم تحليلها بمختبرات كلية هارفرد بالولايات المتحدة الامريكية(مرفق جدول من نتائج التحليل)، حيث أثبتت تلك النتائج بأن تراكيز المعادن النزرة في عينات الغبار القابل للاستنشاق كانت ضمن الحدود الطبيعية وهذه النتائج تناقض ما تدعي به جماعة الخط الاخضر نقلا عن دراسة تم نشرها عن طريق صحيفة محلية غير متخصصة بعلم البيئة، علما بأن دراسة كلية هارفارد للصحة العامة تم تحكيمها ونشرها في احد الدوريات العلمية المعتمدةELSEVEIR في عام 2021 (مرفق).
10- لذلك ما تم نشره من قبل جماعة الخط الاخضر لا يعتد به في الاوساط العلمية البيئية ولا يتعدى كونه خبر صحفي غير موثوق المصدر، إضافة إلى أن نشر مثل هذه الأرقام عن تراكيز العناصر المعدنية والمعادن النزرة في مقالة صحفية بشكل عشوائي ودون أدنى معرفة علمية بمدلولها وكيفية تعرض الانسان لها عن طريق التنفس هو أمر خطير ويثير الهلع والقلق لدى المواطنين والمقيمين بدولة الكويت.
11- كما تؤكد الهيئة العامة للبيئة على صحة البيانات والمعلومات التي يتم تسجيلها ورصدها بواسطة محطات رصد جودة الهواء التابعة للهيئة العامة للبيئة والتي تقوم الهيئة العامة للبيئة بنشرها للجمهور الكريم بكل شفافية من خلال الموقع الرسمي (موقع بيئتنا https://www.beatona.net/ )