الرئيسية / محليات / 73 % من الجرائم سببها المخدرات

73 % من الجرائم سببها المخدرات

قرعت الجرائم الأخيرة التي شهدتها البلاد أجراس الخطر تجاه تزايد السلوك العدواني والظواهر الدخيلة على المجتمع الكويتي.

وفي مؤشر إلى عودة جرائم العنف الى واجهه الأحداث، شهدت منطقة مبارك الكبير خلال الأسبوع الماضي جريمة قتل بشعة راح ضحيتها مواطن أمام منزله على يد مواطن آخر حيث باغته بـ12 طلقة نارية أودت بحياته على الفور، فيما لا يزال البحث جارياً عن المواطن مبارك الرشيدي الذي اختفى منذ قرابة الشهر في منطقة كبد، وسط شكوك وشبهات.

فقد أثارت تلك الجرائم استياء المجتمع الذي تداولها بصورة واسعة عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، وفتحت باب التساؤلات وعلامات الاستفهام حول الأسباب والدوافع وراء السلوك العدواني المتصاعد والجرائم الدخيلة على المجتمع الكويتي. وفي حين كشف مصدر أمني لـ القبس أن نحو %73 من الجرائم مرتبطة ارتباطاً مباشراً ببيع أو تعاطي أو ترويج المخدرات، ذكر أن مواجهة الظواهر الدخيلة على مجتمعنا تستلزم تضافر جهود جهات الدولة كافة، فضلاً عن تغليظ العقوبات وتعديل التشريعات لتلائم المستجدات الحالية. وأشار المصدر إلى أنه من بين كل 100 قضية تنظرها الأجهزة الأمنية في البلاد، هناك أكثر من 70 قضية تتعلق بالمخدرات.

الأمن المجتمعي

ولفت إلى ان السلوك العدواني المتصاعد بصورة تقلق الأمن المجتمعي يتطلب الأمر تحركاً عاجلاً على أكثر من محور أمني واجتماعي قانوني لوضع حد لنزف الدماء.

واوضح المصدر انه وبالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها قطاع الأمن الجنائي ممثلاً في الادارة العامة لمكافحة المخدرات في محاصرة تجار ومروجي المواد المخدرة وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة المتنوعة، فان بعض الشباب يدمنون المخدرات الزهيدة الثمن ذات الاضرار الصحية والنفسية الفادحة والتي يصاحبها ارتكاب جرائم بشعة من قبل المدمنين.

واضاف ان الشباب الكويتي مستهدف من قبل مافيا تجارة المخدرات الذين يسعون بشتى الطرق والوسائل الى اغراق السوق المحلي، وجعل الكويت ترانزيت للدول المجاورة، مشيرا الى أن نحو %65 من إجمالي السجناء أُدينوا في قضايا مخدرات.

وشدد المصدر على أن الأجهزة الأمنية تسعى بشكل دائم إلى رصد كل جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية والخمور، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، وإجراء البحث والتحريات اللازمة وتجميع كل ما يتعلق بها من معلومات وأدلة إثبات، للكشف عن هذه الجرائم وتعقب مرتكبيها وضبطهم.

ضعف العقوبات

ومن جانبهم، أكد ناشطون ومتخصصون في علم النفس أن ضعف العقوبات واختلال منظومة القيم وسقوط الكثير من الشباب في هاوية الإدمان والتعاطي وراء استسهال ارتكاب الجرائم.

ونوهوا بأن القوانين الجزائية لم تتغير منذ عقود طويلة، بينما الضرورة تستلزم مواكبة المستجدات الإلكترونية وتأثيرات الطفرة التقنية، والتحولات المجتمعية المتلاحقة.

وعللوا الجرائم الأخيرة بجملة عوامل اجتماعية ونفسية واقتصادية، فضلاً عن شيوع حالة من الإحباط والقلق لدى الشباب، لافتين إلى ان وزارة الداخلية لم تقصر في ضبط الأمن وملاحقة المجرمين، لكن الظواهر الدخيلة تتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية ومؤسسات الدولة وجمعيات النفع العام.

من أسباب تزايد العنف

1 ـ انتشار المخدرات وتأثيرها

2 ـ التأثير السلبي للتكنولوجيا

3 ـ غياب الردع القانوني

4 ـ التفكك او المشاكل العائلية

5 ـ اختلال منظومة القيم

6 ـ التأثير السلبي للإعلام

شيخة الجاسم: تطبيق القانون بحزم على الجميع

 

رأت أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت د. شيخة الجاسم أن الجرائم تحدث بين حين وآخر في كل مجتمع، لكن انتشارها وشدة عنفها يكونان بسبب انتشار المخدرات وضعف التربية، سواء من المدرسة أو الأسرة.

وشددت الجاسم على ضرورة الحزم في تطبيق القانون على الجميع، والشفافية بخصوص إجراءات القبض على المجرمين وسرعة المحاكمات لتنفيذ العقوبات، لتكون رادعة لمن تسول له نفسه الإضرار بالناس.

المعجل: التكنولوجيا وراء ارتفاع نسبة العنف

 

حملت الكاتبة سعاد المعجل التكنولوجيا مسؤولية تزايد منسوب العنف في المجتمع وحول العالم.

وقالت المعجل لـ القبس: لقد حيرت متلازمة الخير والشر علماء النفس والفلاسفة، موضحة أن العنف جزء من جانب الشر في النفس البشرية وهو موجود منذ بدء الخليقة لكن لا ينكر أحد أن العنف قد اصبح ظاهرة في العالم كله وليس في الكويت وحدها.

وأضافت: في الولايات المتحدة على سبيل المثال هنالك ما يقدّر بحادثة أو حادثتي إطلاق نار عشوائي يومياً، وهذا يجعلنا نستنتج أن هنالك عاملاً مشتركاً ساد العالم وهو مسؤول عن ارتفاع معدل العنف بشكل عام.

الوزر الأكبر

وتابعت المعجل: في تصوري ان التكنولوجيا تتحمل الوزر الأكبر وراء هذا الارتفاع خاصة مع تطور إعدادات الألعاب الالكترونية والتطبيقات التي أصبحت تضاهي في وضوحها الواقع الحقيقي وليس الافتراضي.

وبينت أن غالبية الألعاب الالكترونية تتعامل مع معارك افتراضية لا تنتهي فيها اللعبة إلا بانتصار اللاعب والذي غالبًا ما يحدث بقتل خصمه الافتراضي، موضحة أن نشوة الانتصار الافتراضية هذه ينقلها البعض معه الى الواقع المعيش والذي يشترك فيه معه ناس حقيقيون وليسوا افتراضيين يتم التحكم بهم من خلال مقبض الكتروني.

مد كاسح

ومضت المعجل إلى القول: حتما تؤثر مثل هذه الالعاب والتكنولوجيا في سلوك الفرد خاصة ان غالبية جيل اليوم قد نشأ معها. واذا ما ادركنا أن الطفل بطبيعته لا يملك القدرة على التمييز بين الواقع والخيال قبل سن الرابعة نستطيع أن نتصور حجم الأثر الذي تخلّفه التكنولوجيا على عقل الفرد وبالتالي سلوكه.

وختمت بقولها: القوانين والإجراءات لم تتغير بل بالعكس أصبحت أكثر تشدّدًا، والأجهزة الأمنية والرقابية في كل دول العالم تعمل وفقًا لطاقتها الكاملة لكنها تبقى عاجزة أمام مثل هذا المد الكاسح للآلة وللتكنولوجيا ولعوالم افتراضية عبثت بالحقيقة والخيال بشكل أصاب العقول بلوثة خرجت للعلن على هيئة جرائم قتل ومخدرات وعنف وغيره.

الحويلة: تطبيق فحص المخدرات في الوظائف

 

قالت أستاذة علم النفس في جامعة الكويت د. أمثال الحويلة إن السلوك العدواني تزايد بشكل عام في مختلف دول العالم، ومنها الكويت، لأسباب كثيرة، منها اجتماعية ونفسية واقتصادية، وغيرها من صغوط وكوارث، والأخبار المتداولة الداعية إلى القلق والإحباط.

وأوضحت الحويلة لـ القبس أن التربية والنضج الأخلاقي عاملان مهمان في البحث عن أسباب ظاهرة السلوك العدواني، بالإضافة إلى انتشار المخدرات بصورة كبيرة.

ودعت إلى ضرورة التشديد في الإجراءات والقوانين، خصوصاً مع التطور التقني، لافتة إلى ضرورة وجود نظام كاميرات متطورة بالأماكن المختلفة، لحفظ الأمن وحفظ الحق، مؤكدة أن التربية كذلك لها دور في ذلك.

وطالبت بضرورة فحص المخدرات في مختلف الوظائف، وعلى رأسها وظائف الداخلية والمؤسسات الأمنية، وحتى بعد القبول يجب أن يتم عمل فحص عشوائي.

نادية الحمدان: العنف ظاهرة مقلقة تستوجب قوانين رادعة

محمد المصلح

اكدت استاذة علم النفس في جامعة الكويت د.نادية الحمدان لـ القبس، ان العنف اصبح ظاهرة مقلقة تستوجب وضع قوانين رادعة للحد من خطورتها على المجتمع.

وقالت الحمدان ان البعض يستسهل إيذاء الناس بشكل متعمد، والظاهرة تؤثر في الفرد والمجتمع بشكل كبير، فهي تسبب الأذى والإصابات الجسدية والنفسية، وتؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والاجتماعية والاقتصادية لضحاياها، كما أنها تفكك الأسر والمجتمعات، لذلك يجب العمل على مكافحة العنف والعمل على توفير بيئة آمنة للجميع.

سلوكيات عدوانية

وذكرت الحمدان ان المخدرات تؤثر بشكل كبير في الفرد والمجتمع، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث العنف وتعزيز السلوكيات العدوانية لدى الأفراد.

وأكدت أنه من بين الآثار المحتملة للمخدرات أنها تقود إلى تغيرات في الدماغ وتؤثر في الحالة العقلية للفرد وتجعله أكثر عرضة للعنف، كما تزيد من مستويات الإحباط والغضب المؤدي للعنف، فضلاً عن الانعزالية والإدمان التي تجعل الفرد أكثر عرضة للعنف.

واشارت الى ان الألعاب الإلكترونية والمسلسلات والافلام ومواقع التواصل تعزز من السلوكيات العنيفة لدى الأفراد، ومن بين الآثار المحتملة انه قد يتعلم الأفراد سلوكيات عنيفة من تلك المشاهد ويقلدها في حياته اليومية.

وتابعت ان تعرض الأفراد لمشاهد العنف بشكل متكرر عبر الوسائل الإعلامية، يمكن أن يؤثر في وجهة نظرهم حول العنف ويؤدي إلى تقبلهم للعنف لأسباب تافهة وغير منطقية.

 

عن فريق التحرير